العلاج الطبيعي والتأهيل بعد الكسور والإصابات للرياضيين
مقدمة:
يعتبر العلاج الطبيعي والتأهيل أحد فروع الطب الرياضي الحديث والذي يعمل على استعادة الرياضي ماقد يفقده من قدرة حركية ومهارية نتيجة لإصابة قد يتعرض لها أثناء مزاولته لأحد الألعاب التي يمارسها . ويقوم هذا الفرع من العلاج على استخدام بعض نظريات العلوم الفيزيائية بصورة مقننة وعلى ضوء الفحوصات الطبية والتي تحدد نوع الإصابة يقوم أخصائى العلاج الطبيعي بوضع الخطة العلاجية والتي تتناسب مع طبيعة ونوع الإصابة بهدف استرجاع النشاط الوظيفي للعضو المصاب وأعادته إلى حالته الطبيعية.
أنواع الكسور والإصابات الشائعة بالملاعب:
نظرا لتعدد الألعاب الرياضية نجد أن لكل لعبة إصابة شائعة تحدث بين اللاعبين كنتيجة طبيعية للأداء الخشن أو لضعف اللياقة البدنية. فمثلا الإصابة بالغضروف الهلالي لمفصل الركبة تحدث غالبا للاعبي قرة القدم وكذلك مايسمى بإصابة كوع التنس والتي تحدث للاعبي التنس.
ويعتبر الرياضيون المصابون مرضى من نوع خاص يتطلب علاجهم بصورة سريعة وتامة حتى يعودوا إلى ممارسة نشاطهم الرياضي بنفس الكفاءة التي كانوا عليها قبل وقوع الإصابة.
ويمكن تقسيم الكسور والإصابات الشائعة بالملاعب إلى:
1- الكسور البسيطة: وهى الكسور التي لايزيد عدد أجزاء العظمة المكسورة عن اثنتين وغير مصاحبة بجرح في الجلد.
2- الكسور المركبة: وهى الكسور التي يزيد فيها العظام المكسورة عن اثنتين وغير مصاحبة بجرح في الجلد.
3- الكسور المضاعفة: وهى الكسور المصحوبة بجرح في الجلد وتعتبر أكثر الأنواع خطورة لاحتمال حدث تلوث والتهاب في مكان الكسر.
أنواع الإصابات المؤدية للكسور:
1- إصابة مباشرة: وغالبا مايصاحبها تهتك في الأنسجة وكدمات وجروح حول العظام المصابة
2- إصابة غير مباشرة: وفيها يحدث الكسر بعيدا عن مكان الإصابة المباشر بسبب دوران الجسم حول القدم أو الركبة الثابتة
3- إصابة نتيجة لقوة ضغطية: وتحدث هذه الإصابة كنتيجة للسقوط على القدم من أعلى وتؤدى إلى كسر عظمة الكعب
4- إصابة نتيجة قوة الشد العضلي: وتحدث نتيجة لقوة جذب الأربطة أو الأوتار العضلية على العظام مما يسبب نزع الجزء العظمى المتصل بالرباط أو الوتر
5- إصابة نتيجة الإجهاد المستمر على العظام: : وتحدث نتيجة للإجهاد المستمر والتدريب المكثف ولمده طويلة مثل كسر عظمة الساق والشظية وسلاميات القدم في سباقات المشي والماراثون.
العلاج الطبيعي لإصابات الملاعب
يهدف العلاج الطبيعي في حالات إصابات الجهاز العضلي الحركي إلى استرجاع النشاط الوظيفي للعضو المصاب إلى حالته أو أقرب مايكون قبل الإصابة في أقصر وقت وبأقل المضاعفات ولا يقتصر دور العلاج الطبيعي على علاج الكسور والإصابات فقط وإنما يتعداه إلى الوقاية من التعرض للإصابات.
ويمكن تقسيم دور العلاج الطبيعي المستخدم في الطب الرياضي إلى:
أولا - العلاج الطبيعي ماقبل المنافسات الرياضية
ثانيا- العلاج الطبيعي أثناء المنافسات الرياضيةُ
ثالثا - العلاج الطبيعي بعد الإصابات الرياضية المختلفة
أولا - العلاج الطبيعي ماقبل المنافسات الرياضية
- تدريبات الإحماء: وتهدف إلى تهيئة وتنشيط الدورة الدموية وزيادة سرع التمثيل الغذائي وكذلك تنبيه الجهاز العصبي للاعب بهدف زيادة سرعة وكفاءة رد الفعل الأنعكاسى العصبي
- تدريبات الشد والاستطالة العضلية: وتهدف إلى تحسين الدورة الدموية العضلية وزيادة كفاءتها ورفع درجة حرارتها لتصبح أكثر مطاطية مما يؤدى إلى تقليل تعرضها للإصابة
ثانيا- العلاج الطبيعي أثناء المنافسات الرياضية
نظرا لأهمية العلاج الطبيعي في تأهيل اللاعب المصابُ والعمل على عودته للملاعب بسرعة فان وجود أخصائى لعلاج الطبيعي ضمن الفريق الطبي الموجود بالملاعب أثناء المسابقات الرياضية هام جدا. وترجع هذه الأهمية إلى مناظرة مايحدث من إصابات وتقديم الخدمة الأسعافية والعلاجية المطلوبة بهدف الحد من الألأم وعدم حدوث مضاعفات للأنسجة المحيطة بمكان الإصابة. ولتحقيق هذا يقوم أخصائى لعلاج الطبيعي باستخدام الجبائر والسنادات لتثبيت مكان الإصابة ومرافقة اللاعب ونقله الى أقرب مستشفى لتقديم الخدمة الطبية التخصصية.
ثالثا - العلاج الطبيعي بعد الإصابات الرياضية المختلفة
بناءا على الفحص الأكلينيكى ونتيجة الأشعة والفحوصات المعملية يقوم أخصائى لعلاج الطبيعي برسم البرنامج العلاجي طبقا لنوعية وطبيعة الإصابة والتي تتناسب مع حالة اللاعب واضعا في الاعتبار نوع الرياضة التي يمارسها
العلاج الطبيعي أثناء فترة التثبت والالتئام
يلعب العلاج الطبيعي دورا هاما أثناء هذه المرحلة مستخدما وسائل عدة تتناسب مع نوع وشدة الإصابة مما يؤدى لعود اللاعب سريعا وبنفس الكفاءة البدنية.
- وتأتى التمرينات العلاجية في مقدمة هذه الوسائل بهدف المحافظة على القوة العضلية ومنع حدوث ضمر في العضلات وكذلك الحد من الألتصاقات للأغشية الرخوة وتيبس الفاصل خاصة إذا كانت الإصابة بالقرب من المفصل.
ومن أمثلة ذلك: * التمرينات الساكنة والحركية (الدينامكية) للعضلات التي تعمل على المفاصل.
* تمرينات تنشيط الدورة الدموية
* تمرينات التنفس
* تمرينات تقوية عضلات الأطراف العلوية والكتفين والظهر
* تمرينات أعادة التوازن
* تمرينات المشي بالتحميل الجزئي على الأطراف السفلية
- العلاج الكهربائي والتطبيقات الحرارية للحد من الألم وزيادة الدورة الدموية وتقوية العضلات
- العلاج المائي لتنشيط الدورة الدموية والليمفاوية والاسترخاء
العلاج الطبيعي بعد فترة التثبت والالتئام
يهف العلاج الطبيعي في هذه المرحلة إلى استرجاع قوة العضلات ومرونة المفاصل بصورة تسمح للاعب بالاشتراك في المباريات. وتستخدم في هذه المرحلة عدد من الوسائل العلاجية المختلفة كأساس لبرنامج العلاج الطبيعي ومن أمثلة الوسائل العلاجية المستخدمة العلاج الكهربائي والعلاج المائي والعلاج التاهيلى بالتمرينات العلاجية المختلفة وكذلك استخدام أجهزة تقوية العضلات التي تساعد على تقوية العضلات تدريجيا وذلك باستخدام أوضاع مختلفة تبعا لمجموعة العضلات المراد تقويتها.
وفى هذه المرحلة أيضا يمكن استخدام تمرينات الاستطالة العضلية بهدف استرجاع مرونتها وكذلك تستخدم تمرينات التوافق العضلي العصبي لاسترجاع النشاط البدني الذهني للاعب. وبعد ذلك يسمح للاعب بممارسة التمرينات المتدرجة الشدة للوصول إلى مرحلة التحمل البدني لاسترجاع اللاعب الثقة بالنفس والقدرة على المشاركة الفنية في المسابقات والمنافسات الرياضية