تعريف التربية البدنية
تعريف التربية :
من أكثر التعريفات التي تلقى قبولاً عاماً هي أنها : ” عملية منظمة لإحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك الفرد من اجل تطور متكامل في جوانب شخصيته: الجسمية، والعقلية، والانفعالية، والاجتماعية” (أبو نمرة ، 1999 : 19 ).
تعريف التربية الرياضية :
يفهم كثيرٌ من الناس تعبير ” التربية البدنية ” فهماً خاطئاً، ولذلك كان من الواجب العمل على توضيح المقصود بهذا التعبير في عقول الطلبة . فبعض الأفراد يعتقدون أن التربية الرياضية أو البدنية هي مختلف أنواع الرياضات، وآخرون يفكرون في التربية البدنية على أنها عضلات وعرق، وهي بالنسبة لمجموعة أخرى تعني ” اذرعاً وأرجلاً قويةً ونوايا حسنة “، ويرى آخرون أنها تربية للأجسام، كما أنها بالنسبة للبعض عبارة عن التمرينات البدنية التي تؤدى على العد التوقيتي (1 – 2 – 3 – 4 ) ، ولهذا تعرف التربية البدنية على أنها ” جزء متكامل من التربية العامة – ميدان تجريبي هدفه تكوين المواطن اللائق من الناحية البدنية والعقلية والاجتماعية وذلك عن طريق ألوان من النشاط البدني اختيرت بغرض تحقيق هذه الأغراض ” (بوتشر ، 1983 : 17 ).
والتربية الرياضية هي ” التربية الشاملة المتزنة للفرد في جميع الجوانب البدنية والنفسية والحركية والاجتماعية، كما تساعد على الارتفاع بالمستوى المعرفي والثقافي باختلاف ألوان الأنشطة الرياضية وتعددها ( إبراهيم ، وفرحات ، 1998 : 45 ).
كما أن التربية الحديثة في المجتمعات العصرية تتجه اتجاهاً قوياً نحو إعداد الأفراد إعداداً شاملاً كي يستطيعوا من خلالها تحقيق قدر كبير من الفهم والاستيعاب لمكونات الحضارة بفلسفتها ومنجزاتها وتطلعاتها، وليكونوا قادرين على تحمل أعباء وتحديات هذا العصر، وليساهموا في تحقيق التقدم والازدهار لمجتمعاتهم وقد حظيت التربية الرياضية باهتمام بالغ في معظم هذه المجتمعات باعتبارها جزءاً مهماً من التربية العامة حيث أصبحت متطلباً رئيسياً في المناهج التعليمية منها وعلماً قائماً بذاته كسائر العلوم الأخرى ، وهذا ما جعل التربية الرياضية مفهوماً تربوياً واضحاً لها أهداف تسعى لتحقيقها عن طريق برامجها المتنوعة لتسهم في تنمية المهارات الضرورية لقضاء أوقات الفراغ، وفي إكساب الأفراد الصحة الجسمية، والتعليمية، الاجتماعية، والروحية باعتبار أن الفرد وحدة متكاملة ، وإذا كان للتربية والتعليم إسهام عظيم في تنمية وتقدم الأمم، فان للتربية الرياضية بأوجه نشاطاتها المختلفة دورها الفعال في عمليات التحديث، وقد أسهمت الدراسات والبحوث العلمية التي أجريت في مجال التربية وعلم النفس في إبراز أهمية الوحدة المتكاملة للفرد مما أدى إلى تغير جوهري في فلسفة ومفهوم التربية الرياضية، ومن ثم لم تعد التربية الرياضية تهتم بتربية البدن فحسب ، بل أصبحت تهتم بالفرد ككل وذلك من خلال تنمية جوانبه البدنية والاجتماعية والعقلية والنفسية ( الحمامي ، 1976 : 12 ).
ويرى الباحث أنه عند سؤال الناس بمختلف فئاتهم عن مفهومهم للتربية الرياضية، فالنتيجة ستثير الدهشة . ومما سبق فالبعض يرى أن التربية الرياضية هي المهارات الترويحية أو هي تعليم الخلق الرياضي، أو هي تنمية اللياقة البدنية، بل منهم من يراها على أنها هي الرياضة أو التدريب الرياضي على وجه التحديد.
وينطبق على مجتمعنا العربي إلى حد كبير، بل يتعداه في سوء الفهم والإدراك الخطأ لمفهوم التربية الرياضية، ولقد أوضحت دراسة ” صبحي حسانين ” أن تلاميذ بعض المدارس في جمهورية مصر العربية تسيء فهم المعنى الحقيقي للتربية الرياضية ، بالرغم أننا نفترض أنهم يتلقون برنامجاً متكاملاً في التربية عند دخولهم المدارس . لهذا فان التربية الرياضية والبدنية في مسارها التاريخي كانت دوماً انعكاساً لواقع مجتمعنا كما أنها صورة للفلسفة الاجتماعية، والتربوية السائدة فطالما ارتبطت أهداف التربية الرياضية بالأهداف التربوية ولم يذكر التاريخ نجاح أي برنامج لتربية الرياضية إلا في سياقاتها التربوية والاجتماعية (المحامي ، والحولي ، 1990 : 17 ).
كذلك التربية الرياضية تعبير ذو شقين : الشق الأول ( التربية) والثاني (الرياضة) . وبسهولة يمكن استنتاج أن التربية الرياضية هي : لون من التربية وأسلوب من أساليبها يتم عن طريق النشاط الرياضي، وهي ذلك الجانب المتكامل من التربية الذي يعمل على تنمية الفرد وتكييفه : جسمياً، وعقلياً، ووجدانياً، واجتماعياً، عن طريق الأنشطة البدنية المختارة، والتي تمارس تحت إشراف قيادة صالحة لتحقيق أسمى القيم الإنسانية، أو هي تربية الفرد عن طريق النشاط الحركي أو البدني أو عن طريق اللعب، فالتربية الرياضية ما هي إلا تربية عامة ولكن عن طريق استغلال ميل الأفراد للحركة والنشاط البدني ، ولهذا يمكن القول أن التربية الرياضية ما هي إلا مظهر من مظاهر التربية، وتهدف إلى ما تهدف إليه التربية العامة من حيث تكوين الأفراد وتوجيههم وإرشادهم إلى ما فيه صالحهم وصالح المجتمع الذي يعيشون فيه (ملوخية ، 1987 : 4 ).
ومما سبق يمكن القول أن معنى التربية والتربية الرياضية يشتركان بنفس التعريف حيث أن التربية تعمل على تكوين شخصية الفرد وإحداث تغير في جميع جوانب الشخصية، والتربية الرياضية أيضا تعمل على تنمية الفرد تنمية شاملة من جميع النواحي ليس من ناحية البدن فحسب وإنما تهتم بالفرد ككل وذلك من خلال تنمية جوانبه البدنية والاجتماعية والعقلية والنفسية .
_________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ